خطبة الجمعة ليوم 8 محرم 1447هـ الموافق لـ 4 يوليوز 2025م تحت عنوان: "الحرص على الكسب الحلال سجية للمسلم".
تطرق الخطيب إلى هذا الموضوع انطلاقا من الحديث النبوي الشريف: عن أم سلمة، رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طَرْفَه إلى السماء فقال: «اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل أو أَزِل أو أُزَل أو أَظلِم أو أُظلَم أو أَجهَل أو يُجهَل عليَّ».
أشار الخطيب، بأنه إذا كان موضوع الخطبتين السابقتين هو حرص المسلم على الكسب الحلال، إما من جهة الإخلاص في العمل المأجور وإما من جهة الصدق وعدم الغش في المعاملات؛ فإن موضوع هذه الخطبة هو التأكيد على ذلك الحرص الشديد على الكسب الحلال، والحث على أن يكون ذلك سجية له (السجية: الخلق والطبع الفطري للإنسان).
ثم لفت الخطيب إلى معنى الدعاء النبوي الوارد في الحديث «اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل أو أَزِل أو أُزَل أو أَظلِم أو أُظلَم أو أَجهَل أو يُجهَل عليَّ» حيث قال: هذا هو حال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يحفظه في يومه، من الضلالة والزلل والظلم والجهل، فإن نجا المؤمن من هاته الأوصاف كانت معاملته حسنة وكسبه حلالا، يحاسب نفسه على العمل الذي أنجزه في يومه، هل أتقنه وأخلص فيه؟ أم غابت عنه هذه المعاني فلا يرى إلا الربح الدنيوي؟ وتصير المراقبة ومحاسبة النفس مَلَكَةً له - أي طبيعة راسخة في نفسه- ودأبا ودَيْدَنا وسلوكا.
وفي الختام ذكر الخطيب قصة الثلاثة الذين تقربوا إلى الله بما أخلصوا فيه لله ليفرج عنهم كربتهم، ولولا إخلاصهم ذاك لما تم الإفراج عن ضيقهم.
وبين الخطيب بأن التقرب إلى الله بالمعاملات هو ثمرة التقوى، وأوصى بالحرص على عقد النية بالإخلاص في العمل والمعاملات كل صباح، ومحاسبة النفس كل مساء، حتى تصبح هذه العادة عنده راسخة ثابتة، وخلق حسن يتحلى به، ويصير ذلك سجية له.
نص الخطبة المنبرية في موضوع الحرص على الكسب الحلال سجية للمسلم
اترك تعليقا: