-->

الأربعاء، 16 يوليو 2025

تحليل نقدي لمحمد الدريج: حدود الربط بين نموذج التدريس الصريح ونموذج TARL في مدارس الريادة

 


يُلاحظ في تجربة مدارس الريادة بالمغرب اعتماد مقاربة مزدوجة تجمع بين نموذج التدريس الصريح (Explicit Instruction) ونموذج التعليم حسب المستوى المناسب TARL (Teaching at the Right Level). ورغم أن كلاً من النموذجين يتضمن عناصر قوة، إلا أن محاولة الربط بينهما في سياق واحد يطرح عدة إشكالات تربوية وبيداغوجية، مما يجعل هذا الدمج محل تساؤل، بل ومصدر ارتباك مضرللعملية التعليمية ككل.

أولًا: الفروق الجوهرية بين النموذجين

الجانب نموذج التدريس الصريح نموذج TARL

المنطلق تركيز على المعلّم كفاعل رئيسي، يوجه التعلم، ويقدم المعرفة مباشرة تركيز على المتعلم، ومستواه الفعلي، والتعلم بالتجريب والمجموعات

التنظيم تنظيم محتويات الدرس بشكل خطي وممنهج تنظيم غير خطي: حسب مستوى المتعلم لا حسب المستوى الدراسي

التقويم تقويم قبلي وتكويني ولكن داخل سيرورة تعليم منظمة تقويم تشخيصي مستمر لتحديد 'مستوى الأداء' وليس الصف الدراسي فقط

الدور البيداغوجي المعلم موجه أساسي للتعلم المعلم ميسر يرافق المتعلم حسب مستواه

الملاءمة يصلح لضبط المفاهيم والمهارات الأساسية بدقة يصلح أكثر لعلاج الفاقد التعليمي وتفاوت المستويات

ثانيًا: لماذا كان الربط في نظرنا، غير موفق؟

تناقض في المنطلقات البيداغوجية: فبينما يفترض التدريس الصريح تسلسلاً منظما وصارمًا في التعلم، يفككه TARL لصالح التعلم التكيفي.

اختلاف في دور المدرس، الأمر الذي يفرض التساؤل : هل المدرس ملقن وموجه، أم ميسر؟ هذا التذبذب قد يربك الممارسة داخل القسم.

تباين في فلسفة التقويم: نموذج TARL يشدد على التقويم التشخيصي المستمر، بينما الصريح يفترض مسارًا موحدًا.

قصور في التكوين: غياب تكوين دقيق للمعلمين على كيفية الدمج بين النموذجين دون تناقض.

ثالثًا: متى يمكن أن يكون الربط مفيدًا؟

رغم الإشكالات السابقة، يمكن تصور تكامل مشروط بين النموذجين في الحالات التالية:

اعتماد TARL كمرحلة تشخيصية علاجية تسبق التدريس الصريح.

تكوين جيد وموجه للمعلمين حول كيفية المزاوجة بين النموذجين دون تداخل سلبي.

ضبط الأنشطة والمحتويات لتسمح بالمرونة دون فقدان البنية المنهجية.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا